اضطرابات الانتباه وعلاجها
تمهيد:إن لمصطلح الاضطراب لم يتم تحديده دقيقا إلا في الثمانيات من هذا القرن،ومع ذلك فقد اهتم الطب النفسي بدراسة هذا الاضطراب إلا انه ركز في دراسته على الأسباب العضوية و العلاج الكيميائي .
مفهوم الانتباه: يعتبر الانتباه من أهم العمليات العقلية التي تلعب دورا هاما في النم المعرفي لدى الفرد حيث انه يستطيع من خلال أن ينتقي المنبهات الحسية المختلفة التي تساعده على اكتساب المهارات وتكوين العادات السلوكية الصحيحة مما يحقق له التكيف مع البيئة المحيطة به.
وفضلا عن ذلك فان الغالبية العظمى من الاباء والمعلمين أنهم ليست لديهم معلمات كافية لهذه الاضطرابات خاصة التي تمس قدرتي (الانتباه والذاكرة)
تعريف الانتباه:- ترى المدرسة البنائية ومن ممثليها تتشنر "الانتباه عملية اختيارية تعتمد على تركيز أو الشعور مثير أو حدث معين دون غيره من المثيرات الأخرى."
- أما نظرة وليام جيمس من الذي يعد من أوائل علماء النفس في العصر الحديث ،الذين اهتموا بدراسة عملية الانتباه وهو يرى أن كل ما ندركه أو نتذكره ما هو إلا نتاج لعملية الانتباه.
- أما البريطاني برود نبت.
نظريات المفسرة:1- نظرية أحادية القناة "المرشح:وتضم هذه النظرية هذه النظريات كل من العالم "
برودينت 1958 ،
ديتش 1963
،كيلي 1973 و
ولفورد 1952 ويتفق هؤلاء حول عدد من المسائل تتمثل فيما يلي :
أ- إن المعلومات أثناء معالجتها تمر بمراحل:
*مرحلة التعرف:تشمل عملتي :الإحساس،الإدراك.
*مرحلة اختيار الاستجابة .
*مرحلة تنفيذ الاستجابة.
ب- إن الانتباه طاقة أحادية القناة لا يمكن توجيهها إلى أكثر من مثيرين فهي فهي طاقة محددة السعة تستطيع التركيز على مثير معين دون غيره من المثيرات الأخرى (
عبد الرحيم الٍزغلول2008 ص103)ج- انه هناك مرشحا "
Filtre " يعمل كستارة تسمح بمعالجة المعلومات من خلال تركيز الانتباه عليها،ويمنع بعضها الأخر لعدم لها .
2-نظرية التوزيع المرن لسعة الانتباه:يفترض
كانهمان أن سعة الانتباه يمكن أن تتغير على نحو مرن تبعا لتغيرات متطلبات المهمة التي نحن بصدد الانتباه إليها .ففي الوقت الذي يتنبه فيه الفرد إلى مهمتين مختلفتين فإن سعة الانتباه يمكن أن تتغير في تذبذب مستمر تبعا لتغير مطالبهما فقد يزداد الانتباه إلى إحداهما نظرا لزيادة صعوبة مطالبهما في الوقت الذي يقل عن الأخرى .(
عبد الرحيم الزغول،2008،ص105)
3- نظريات الانتباه متعدد المصادر :حسب هذه النظريات فإن الانتباه يمكن توجيهه إلى أكثر من مصدر من المعلومات المختلفة،ويستمر خلال مراحل المعالجة دون حدوث أي تداخل فيما بينها،أو وجود تأثر على مستوى الانتباه الموجه إليها وفي هذا الصدد يؤكد كل من مكلود 1977 و وكنر 1992 أن الانتباه يمكن أن يكرس عبر قنوات مختلفة عن بعضها البعض إلى أنواع مختلفة عبر مراحل المعالجة دون الحصول على أي تداخل في هذه العملية مثل : نقر لوحة الطباعة
مكونات الانتباه : أ-البحث:إن عملية البحث هي محاولة لتحديد موقع المنبه في المجال البصري وهو نوعان
) بحث خارجي اللاإرادي مثل الانتباه المفاجئ لضوء خاطف
) ( بحث داخلي وهو يشير إلى عملية البحث الاختيارية المخططة لمثير ذو صفات محددة
((
علي سيد احمد 1999،ص17)
ب-
التصفية:أكد كل من
أنيس و
كامرون أن عملية التصفية هي عملية انتقاء لمثير ما،أو لصفة محددة و تجاهل المثيرات الأخرى التي توجد في مجال إدراك الفرد
ج- الاستعداد للاستجابة:قد تسمى أحيانا بالتهيئة ،أو تحويل الانتباه للهدف وفقا للمعلومات السابقة.
العوامل التي المؤدية إلى جذب الانتباه:) الزغول2008ص29 (1- العوامل الخارجية :*
الحـركة:أن الأشياء المتحركة تجذب الانتباه إليها عن الأشياء الساكنة كما أن المفاجئة والسريعة أيضا.
* تغـير المـنبه:إن المنبه المتغير يكون أكثر جذبا للانتباه من المنبه الثابت الذي يظل على حال واحدة ،أو سرعة واحدة .كما أن تغير المنبه من حيث الشدة أو الحجم أو عمله أو توقفه له أثر كبير في جذب الانتباه .
*مـوقع المـنبه:لقد بينت عدة دراسات أن القارئ العادي يكون أكثر انتباها للنصف الأعلى من صفحات الجريدة التي يقرؤها من نصفها الأسفل .كما أن القارئ يكون أكثرا انتباها للنصف الأعلى من صفحات الجريدة التي يقرؤها أكثر من صفها الأسفل،كما إن أحسن موقع لإثارة الانتباه هو أن يكون المنبه أمام العين مباشرة.
*حجـم الـمنبه:أن الأشياء الكبيرة تجذب الانتباه إليها أكثر من الأشياء ذات الأحجام الصغيرة.
*شـدة المـنبه:إن الضوضاء الصاخبة والألوان الزاهية والروائح النفاذة والضغط الشديد على الجلد تعتبر منبهات شديدة.
3- العـوامل الداخلـية:­التهيؤ الذهني.
­النشاط العضوي: وأبسط مثال هو أننا جميعا نشكو من الألم الشديد الذي يصعب إبعاده من منطقة الشعور.­الدوافع: مثل أنا لشخص الجائع عندما يمشي في طريق عام فإنه يكون أكثر انتباها إلى لافتات الطعام ورائحته.­وهناك عوامل أخرى مثل: ­الميول والاتجاهات.­الراحة والتعب.اضطــراب الانتـــباه:تعريــفه:يعتبر مصطلح اضطراب الانتباه جديدا حيث أنه لم يتم التحديد الدقيق لهذا الاضطراب إلا في بداية الثمانينات من هذا القرن (1980) حيث كان يشخص قبل ذلك على أنه ضعف في القدرة على التعلم أو أنه خلل بسيط في وظائف المخ أو أنه إصابة بسيطة في المخ أو أنه نشاط حركي مفرط عبد ذلك جاء دليل التشخيص الإحصائي الثالث للاضطرابات العقلية (3DSM) عام (1980) يشير على أنه « اضطراب له زملة أغراض سلوكية تميزه.»ثم أجرى لاهي بيلهام (1988) دراسة توصلت إلى نتائج بينت أن عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي عرضان متلازمان لاضطراب واحد وليس نمطين منفصلين.وفي مراجعة لدليل (4DSM) عام (1994) أكد « أن جميع الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لديهم نشاط حركي مفرط ولكن مستواه يختلف من طفل لآخر.» (علي سيد أحمد ،1999،ص34)معدل انتشار اضطراب الانتباه بين الأطفال:لقد ورد تقرير عن وكالة الصحة العقلية الأمريكية جاء فيها أن نصف الأطفال المحالين للعلاج بها كانوا يعانون من هذا الاضطراب،كما بينت الدراسات العلمية الوبائية الحديثة في الطب النفسي أن هذا الاضطراب يصيب 10٪ تقريبا من أطفال العالم وأن معدل انتشاره بين الأطفال في عمر المدرسة يتراوح بين( 5٪ )(علي سيد أحمد،1999،ص35)أسباب اضطراب الانتباه:من خلال غالبية الدراسات أكدت أن الانتباه يرجع لعدة أسباب منها ما يتعلق بالمخ ومنها ما يتعلق بالوراثة ومنها ما يتعلق بالبيئة ومنها ما يتعلق بالتغذية …………………إلخ1/ لأسباب المتعلقة بالمخ:ويرجع ذلك لوجود خلل في وظائف المخ وإما لاختلال التوازن الكيميائي في القواعد الكيميائية للناقلات العصبية ولنظام التنشيط الشبكي لوظائف المخ.أ/ خلل في وظائف المخ:التعرف على مصدر التنبيه مركزه العصبي في الفصوص الخلفية للمخ بينما توجيه الإحساس للمنبه مركزه العصبي وسط المخ ( PONSER،1982).وأخيرا فإن التركيز على المنبه مركزه العصبي في القفص الجبهي الأيمن وكل مركز عصبي يقوم بمعالجة العملية الانتباهية الخاصة به،ثم ربطها بمحصلة العمليات الانتباهية الصادرة عن المراكز العصبية الأخرى،أما إذا وجد خلل في وظائف المخ تصبح مشوشة وغير واضحة.ب/ الناقلات العصبية: يرى العلماء أن اختلال التوازن الكيميائي لهذه الناقلات يؤدي إلى اضطراب ميكانيزم الانتباه فتضعف قدرة الفرد على الانتباه والتركيز ويزداد اندفاعه ونشاطه الحركي. (علي سيد أحمد،1999،ص38).ج/ ضعف النمو العقلي:إذا كان نمو الطفل ضعيفا ولا يتماشى مع عمره الزمني فإن ذلك سوف يؤدي إلى ضعف المراكز العصبية بالمخ المسؤولة عن الانتباه وهذا ما بينه ( بوند سين،1990) حيث قدم دراسة عن الانتباه البصري بين فيها أن الكفاءة الانتباهية تتحسن لدى الطفل كلما زاد نموه العقلي.2/ العوامل الوراثية:تلعب الوراثة دورا هاما في إصابة الأطفال باضطراب الانتباه ولك إما بطريقة مباشرة من خلال نقل الموروثات التي تحملها الخلية التناسلية لعوامل وراثية خاصة بتلف أو ضعف بعض المراكز العصبية المسؤولة عن الانتباه بالمخ،أو بطريقة غير مباشرة من خلال نقل الموروثات لعيوب تكوينية تؤدي إلى تلف أنسجة المخ والتي بدورها تؤدي إلى ضعف نموه بما في ذلك المراكز العصبية الخاصة بالانتباه. (علي سيد أحمد،1999،ص40،39).3/العوامل البيئية:●مرحلة العمل:قد تتعرض الأم أثناء فترة الحمل لبعض الأشياء التي تؤثر على الجنين وتجعله عرضة بعد الولادة للإصابة باضطراب الانتباه وذلك مثل تعرضها لقدر كبير من الأشعة،أو تناولها للمخدرات أو الكحوليات أو بعض العقاقير الطبية التي تؤثر على الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أو إصابتها ببعض الأمراض المعدية أثناء فترة الحمل:كالإصابة بالحصبة الألمانية،الزهري،الجدري،السعال الديكي.●مرحلة الولادة: وتتمثل في :* ضغط الجفت على رأس الجنين عند استخدامه في عملية الولادة خاصة في حالة الولادة المتعسرة.* إصابة الجنين أو جمجمته أثناء عملية الولادة.* إتلاف الحبل السري أثناء عملية الولادة وتوقف وصول الاوكسحين إلى مخ الجنين.●مرحلة ما بعد الولادة:تتمثل في وقوع الطفل على رأسه من أماكن مرتفعة أو حدوث ارتجاج في المخ لتعرضه إلى حادث.كما أن الإصابة ببعض الأمراض كالحمى القرمزية مثلا تؤدي إلى إصابة بعض المراكز العصبية بالمخ خاصة المسؤولة عن الانتباه والتركيز.4/العوامل المتعلقة بالعلاقة بين الطفل ووالديه:قام بار كلي وزملاؤه(1993) بدراسة استهدفت فحص العلاقة بين أسلوب المعاملة الو الدية وإصابة الطفل باضطراب الانتباه. وقد أوضحت نتائج دراستهم أن أساليب المعاملة الو الدية الخاطئة التي يشعر الطفل منها بالإهمال والرفض من قبل والديه تؤدي إلى إصابته باضطراب الانتباه. كذلك قام كابلان وزملاؤه 1994بدراسة كان هدفها التعرف على طبيعة العلاقة بين الحرمان العاطفي من الوالدين وإصابة أبنائهم باضطراب الانتباه ،وقد تكونت عينة دراستهم من أطفال يعيشون في مؤسسات إيداع نتيجة تصدع لأسرهم،وأطفال يعيشون في بيئة طبيعية مع أسرهم ولقد أظهرت النتائج إن اضطراب الانتباه يرتفع لدى الأطفال المودعين مقارنة بالأطفال الذين يعيشون مع أسرهم مما يدل علىان الحرمان العاطفي من الوالدين الذي ينجم عن التفكك الأسري يؤدي إلى وجود اضطراب الانتباه. أعراض اضطراب الانتباه لدى الأطفال في عمر المدرسة:1/ الانتباه القصير:إن الطفل الذي يعاني من اضطراب الانتباه لا يستطيع تركيز انتباهه على منبه أكثر من بضعة ثوان متتالية،ثم ينقطع انتباهه عن هذا المنبه في نفس الوقت الذي تكون فيه المعلومات مازالت تنبعث منه،ولذلك نجد أن انتباه الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب ينتقل بسرعة شديدة بين المنبهات المختلفة لدرجة أن بعض العلماء قد شبهوه بالطلقات النارية من حيث مدى استمراره،وسرعة تنقله بين المنبهات المختلفة.2/ ضعف القدرة على الإنصات: إن الطفل الذي يعاني من اضطراب الانتباه لديه ضعف في القدرة الإنصات ،ولذلك فإنه يبدو وكأنه لايسمع،ولهذا السبب نجده لا يستطيع فهم المعلومات التي يسمعها كاملة،ولكنه قد يفهم بعض الحروف،أو الكلمات،أو المقاطع ويترتب على ذلك أن المعلومات التي يكتسبها عن طريق حاسة السمع تكون مشوشة ومختلطة وغير واضحة، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف قدرته على التفكير.) فائقة محمد بدر1999،ص50) 3/ تأخر الاستجابة: إن العمليات العقلية التي تقوم بمعالجة المعلومات بطيئة جدا لدى الطفل الذي يعاني من اضطراب الانتباه،ولذلك أنها لا تسعفه في استدعاء المعلومات سابقة التخزين التي يحتاجها من الذاكرة بعيدة المدى ،ويترتب عن ذلك أن هذا يستغرق وقتا طويلا في عملية التفكير،مما يؤدي إلى تأخر استجابته،ومثال ذلك الطفل الذي يقوم بالعد على أصابع يديه عند قيامه بحل مسالة حسابية ما يجعله يستغرق وفقتا طويلا في عملية التفكير،وتكون المحصلة إن هذا الطفل لا يستطيع إنهاء العمل الذي يقوم به في المقرر لذلك ،ولهذا السبب نجده دائما على درجات منخفضة الاختبارات المختلفة للمواد الدراسية .4/ النشاط الحركي المفرط :يتسم الطفل المصاب باضطراب الانتباه بكثرة حركته البدنية بدون سبب أو هدف ،ولذلك نجده دائما يترك مقعده ويتجول ذهابا و إيابا في القسم،ويقوم بوضع الأشياء التي تقع في متناول يده في فمه مثل الأقلام والأدوات الهندسية وغيرها،كما يقوم أيضا ببعض الحركات الجسدية التي تحدث ضوضاء وتزعج زملاؤه فثملا قد يفرك في الأرض بقدميه ليحدث صوتا،أو يضرب جوانب طاولته،أو يدق الأقلام على كرسيه،وكذلك أيضا على المنضدة،وكذلك قد يلقى بكتبه وأدواته الدراسية على الأرض،ويزحف بالكرسي في المكان الذي يجلس فيه،هذا بالإضافة إلى قيامه بعدد من السلوكيات غير المقبولة والتي يمكن ورائها فرط النشاط الحركي. 5 / ضعف القدرة على التحدث: عندما يقوم الطفل المصاب باضطراب الانتباه بالحديث عن واقعة معينة أو سرد قصة،فإنه لا يستطيع تقديم المعلومات التي يتحدث عنها بصورة منطقية وتسلسل،كما أنه لا يستطيع وصف الأشياء،ودائما ينسى الأسماء وفضلا عما سبق فإن جمل حديثة دائما تكون ناقصة. ) فائقة محمد بدر1999،ص55).المشكلات التعليمية المصاحبة لاضطراب الانتباه:
رغم أن الدراسات الحديثة قد أوضحت أن اضطراب الانتباه يرتبط بالضعف المعرفي والتأخر الدراسي،إلا أنها بينت في نتائجها انه منفصل عن صعوبات التعلم حيث انه يوجد اضطراب الانتباه وحده لدى الطفل،وينجم عنه الكثير من المشكلات التعليمية التي تؤدي بتأخر الطفل دراسيا،كذلك قد توجد صعوبات التعلم وحدها بدون هذا الاضطراب مما يؤدي أيضا إلى تأخر الطفل دراسيا،وقد يجتمع هذا الاضطراب مع صعوبات التعلم مما يزيد المشكلة تفاقما.
أولا- صعوبات التعلم:
لقد قام كل من سينثيا وجورج 1993 بدارسة استهدفت فحص العلاقة بين اضطراب اللغة و صعوبات التعلم لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب الانتباه،وقد أوضحت نتائج الدراسة أن اضطراب اللغة يرتبط بعلقة موجبة مع صعوبات التعلم ،حيث أن اضطراب اللغة يجعلهم يعجزون عن تقديم الاستجابة الصحيحة التي تدور بمخيلتهم.
كما قام كافا نو1997 وزملاؤه بدراسة العلاقة بين صعوبات التعلم بصفة عامة ،واضطراب الانتباه فبينت نتائج دراستهم أن هناك علاقة ارتباطيه موجبة بين صعوبات التعلم وهذا الاضطراب ،كما أوضحت النتائج أيضا ان صعوبات التعلم تنتشر بنسبة ثلاثون بالمائة من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب.
كذلك أجرى ستيفن 1996 دراسة كان الهدف منهاالتعرف على قدرة الأطفال يعانون من اضطراب الانتباه على القراءة الصحيحة،وقد تكونت عينة الدراسة من 21 طفلا بالمرحلة الابتدائية يعانون من هذا الاضطراب ،و 21
طفلا من أقرانهم الأسوياء ،وقد أوضحت النتائج أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب الانتباه ل يستطيعون قراءة المادة المقروءة شاملة حيث أنهم يقفزون من جملة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى تاركين بعض السطور أو الفقرات دون قراءة،ولذلك فان ما يستقبلونه من معلومات مقروءة تكون غير مترابطة وغير مفهومة مما يجعلهم يصنفون أنهم يعانون من صعوبات التعلم*علي سيد أحمد1999،ص71،72
ثانيا- التأخر الدراسي:
1/ضعف القدرة على الفهم :
فالنسبة للمعلومات الشفهية فقدا وضحت نتائج الدراسات الحديثة أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لا يفهمون اكثرمن 30 بالمائة من جميع المعلومات التي يسمعونها،وهذه حقيقة علمية توحي بان الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب لا يفهم إلا ثلث المعلومات التي يتلقاها خلال اليوم الدراسي .
كما نود الإشارة أن ضعف القدرة على الإنصات لدى هؤلاء الأطفال ليس لها علاقة بالقدرة على السمع ،حيث أن حاسة السمع لديهم سليمة و تعمل بطريقة جيدة ،ولكن الجهاز العصبي لديهم يتصف بضعف القدرة على معالجة المعلومات المسموعة و ربطها بالمعنى .*علي السيد أحمد،1999ص68*
أما بالنسبة لمعلومات المكتوبة فان الجهاز العصبي للطفل الذي لديه اضطراب الانتباه لا يستطيع معالجة كل مايستقبله من معلومات مقروءة،لذلك نجد أن هذا الطفل يخطئ كثيرا في القراءة ،ويزداد معدل أخطائه كلما زادت المادة المقروءة،حيث أن الطفل قد يقرا الصفحة الأولى بدون أخطاء،أما في الصفحة الثانية فانه يخطئ وتصل نسبة أخطائه فيها إلى 20 بالمائة تقريبا، وفي الصفحة الثالثة ترتفع نسبة الأخطاء لتصل إلى نسبة 60 بالمائة تقريبا وهكذا يزداد معدل الأخطاء كلما زادت المادة المقروءة ولذلك يجب على المعلم أن يقسم ما يجب على المعلم قراءته إلى وحدات صغيرة بحيث يجعله يقرأ وحدة منه ،ثم يستريح الطفل بعضا من الوقت ويعود بعدها لقراءة الوحدة الثانية ،ودواليك حتى أخر وحدة .*جنان سعيد الرحو،2005ص133*
2/الكتابة الرديئة :
إن كتابة الطفل الذي لديه اضطراب في الانتباه ،مليئة بالأخطاء اللغوية حتى ولو كان الطفل يقوم بالنقل من كتاب أمامه وزيادة على ذلك فان الصفحة التي كتبها تكون أيضا مليئة بالمحو والشطب ،مما يجعل الشكل العام لها رديئا،ما يجعله يخفي دفاتره على المعلم حتى لا يرى ما بها من أخطاء و محو وشطب ،و إذا اضطر إلى تقديمها للمعلم فانه يقدمها له بحياء وخجل لسوء ما تحتويه .
3/تجنب الموقف التعليمي :
كما يحاول أيضا هذا الطفل ذو اضطراب الانتباه أن يبتعد بشتى الطرق عن المواقف التعليمية بصفة عامة والتي تحتاج إلى تفكير وجهد عقلي بصفة خاصة ،فمثلا نجده يشتكي من صداع في رأسه أو ألم في بطنه أو أنه يخرج من حجرة الدراسة لكي يذهب إلى دورة المياه ،أوالاستعارة شيء من صديقه الموجود معه في آخر صف المدرسة
أما داخل حجرة الدراسة فانه يتجنب الموقف التعليمي من خلال قيامه ببعض الأفعال التي تستهلك وقتا طويلا مثلا مسح السبورة،أو بري القلم ،أو البحث عن شيء في حقيبة أدواته، وإذا عجز عن هذا كله فانه يجلس على مقعده ويهيم بخياله في عالم أخر من أحلام اليقظة بعيدا عن العملية التعليمية .
عــــــلاج اضطــراب الانتــباه:
1/العلاج الطبي:
إن العقاقير الطبية التي تستخدم في علاج هذا الاضطراب والتي ثبتت فعاليتها في إعادة التوازن الكيميائي للقواعد الكيميائية للمخ خاصة في الناقلات العصبية ،و نظام التنشيط الشبكي لوظائف المخ هي ٌ " الميثايلفينيديت" والذي يعرف تجاريا باسم ريتالين وأيضا " البيمولاينّ" والذي يعرف تجاريا باسم سيليرت ،وكذلك " دكستروأمفيتامين" والذي يعرف تجاريا باسم ديكسادرين .
ولقد أدى استخدام هذه العقاقير الطبية إلى تحسين مستوى الانتباه لدى الأطفال المصابين بهذا الاضطراب،كما أنها قللت من شرود الذهن ،الاندفاعية،العدوانية،النشاط الحركي المفرط لديهم.
والى كل هذا فلقد أوضح بار كلي 1990 أن هناك نسبة تصل إلى 25 بالمائة من الأطفال المصابين باضطراب الانتباه يرجع لأسباب تتعلق بتلف في المخ لا يستجيبون للعلاج بالعقاقير الطبية ،ولذلك نادى بضرورة تنوع الأساليب العلاجية ،بحيث إذا لم يظهر تأثير لإحداها ،فقد يظهر تأثير لأخرى أو تتعاون هذه الطرق معا لتأدية العلاج،سواء كانت سلوكية أو نفسية أو تعليمية.
2/العلاج السلوكي:
يعتبر العلاج السلوكي من الاساليب العلاجية الناجحة في علاج هذا الاضطراب ويقوم هذا الأسلوب على نظرية التعلم حيث يقوم المعلم بتحديد السلوكات غير المرغوبة لدى المتعلم و تعديلها بسلوكات مرغوبة من خلال تدريب الطفل عليها في مواقف تعليمية.
وعادة يستخدم التعزيز الايجابي مع العلاج السلوكي لهؤلاء الأطفال مما يجب على من يقوم بتدريب الطفل أن يقدم التعزيز عقب السلوك المراد تعزيزه مباشرة لان تأجيله قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
ونرجع هنا لفاعلية العلاج السلوكي لهذا الاضطراب فقد أجرى كيندل وزملاؤه 1985 دراسة هدفت إلى التعرف عل مدى فاعلية هذا العلاج في خفض مستوى الاندفاع لدى الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب،وقد بينت نتائج دراستهم أن استخدام فنيات العلاج السلوكي في التدريب قد أدى إلى خفض مستوى اندفاعهم،ونمى لديهم القدرة على التحكم في سلوكا تهم غير المرغوبة.
3/ العلاج النفسي :
إن اضطراب الانتباه يجعل المصاب به ،و كذلك والداه عرضة لبعض الاضطرابات الانفعالية. فبالنسبة للطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب نجد أن المشكلات التعليمية التي تنجم عن هذا الاضطراب تؤدي إلى تأخره دراسيا،كما أن قيامه ببعض السلوكات غير المرغوبة يؤدي أيضا اضطراب علاقته الاجتماعية مع المحيطين به خاصة أقرانه،و محصلة ذلك كله أن الطفل يشعر بالفشل و ينخفض تقديره لذاته،كما يشعر بالوحدة النفسية ،القلق،الاكتئاب.
وفضلا عما سبق فان العلاج النفسي يقدم للوالدين المعلومات الكافية عن هذا الاضطراب و يبين لهم الاضطرابات الانفعالية المصاحبة له،كما أنهم يقدم لهم بعض التوجيهات التي تساعدهم على التعامل مع طفلهم الذي يعاني من هذا الاضطراب*عبد الرحيم الزغول،2008ص100*
4/العلاج التربوي:
أجرى جون في 1995 دراسة كان هدفها التعرف على طبيعة علاقة كل من المعلم والأقران بالطفل الذي يعاني من اضطراب الانتباه،و أثرها على سلوكه المشكل في حجرة الدراسة ،وقد تكونت عينة الدراسة من ثلاثة أطفال يعانون من اضطراب الانتباه ،وأقرانهم الأسوياء في حجرة الدراسة و معلم الفصل،وقد تراوحت أعمار الأطفال في العينة بين{7-ـ9}،وقد بينت النتائج أن التفاعل السلبي بينهم كان يؤدي إلى زيادة المشكلات السلوكية لدى الأطفال المصابين باضطراب الانتباه،بينما كان التفاعل الايجابي بينهم يقلل من عدد السلوكيات المشكلة لديهم.
- الشروط الواجب توافرها في العلاج التربوي:
يحتاج العلاج التربوي إلى بعض الشروط حتى يكتب له النجاح ونشير إلى أهمها فيما يلي :
أ- يجب أن يحسن اختيار المعلم الذي سيقوم بالتدريس مع هاته الفئة ،بحيث يتمتع بالصبر،ويكون لديه الاستعداد النفسي والبدني للعمل مع هؤلاء الأطفال.
ب-أن يتم تدريب المعلم على كيفية التدريس للأطفال المصابين باضطراب الانتباه.
ج- يجب أن يتم تكوين فريق العمل بالمدرسة المكون من:"المدير- المعلم – الأخصائي النفسي – الأخصائي الاج الطبيب " ويجب تزويدهم بالمعلومات الكافية عن هذا الاضطراب وكل الأعراض المصاحبة له.
د- يجب أن يقوم فريق العمل بوضع خطة علاجية شاملة يشترك فيها أعضاء هذا الفريق كل حسب تخصصه، كما يجب أن يقوم كل عضو بمتابعة الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب كل حسب تخصصه.
ه- يجب أن يكون هناك اتصال بين فريق العمل ،و أسرة الطفل لكي يحصلوا من الوالدين على بعض المعلومات المتعلقة بالتاريخ التطوري لهذا الاضطراب.
5-العـــــــلاج الأســـري:
إن الهدف الأساسي للعلاج الأسري هو تعديل البيئة الأسرية للطفل المصاب باضطراب الانتباه لكي تصبح ملائمة لهذا النوع من العلاج،و ذلك أن المشكلات العائلية والخلافات الزوجية تعوقه عن تحقيق الأهداف المرجوة منه ،كما يهدف أيضا إلى تدريب الوالدين على كيفية تعديل السلوك المشكل لدى طفلهم في بيئته الطبيعية بالمنزل حيث يتم ذلك من خلال تدريب الوالدين على برامج صممت من اجل تحقيق هذا الهدف مثل:
*برنامج فورها ند و ماكماهون:
يستند هذا البرنامج على نظرية التعلم الاجتماعي حيث يقوم المعالج بتدريب الوالدين على طريقة التفاعل الصحيحة مع السلوك المشكل لدى طفلهم بهدف تعديله الى سلوك مقبول اجتماعيا ويقترح فورهاند وزميله انه يجب تقديم التعزيز الايجابي للطفل عقب كل محاولة ناجحة لتعديل السلوك غير المرغوب.
هدف البرنامج:
يهدف هذا البرنامج الى تدريب الوالدين على طريقة التفاعل الصحيحة مع السلوك المشكل لدى طفلهم وتعميم هذا التفاعل مع الانماط السلوكية غير المرغوبة التي يظهرها الطفل في المنزل