الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سيد سليمان
قسم التربية الخاصة كلية التربية - جامعة الملك سعود
لابد من الإشارة - في البداية - إلي ضرورة ملاحظة قوة السمع للطفل منذ أن يولد، وتحديداً عند إجراء الفحوص الطبية العامة في سياق متابعة أطوار نموه.
الفحص السمعي للطفل في الشهرين الأول والثاني:
في العادة يكون هؤلاء الأطفال في المستشفى أو علي ذراع أحد والديهم. ورغم أنه يمكن ملاحظة ردود الفعل للطفل عند سماعه لصوت وهو متيقظ، فإن الفرق يكون كبيراً جداً عندما نلاحظ استجابات عشوائية ، ونحكم عليها بأنها استجابات فعلية للصوت ، ويذكر جمال الخطيب (2002) أنه في الأسابيع الثمانية الأولي من العمر، يمكن الكشف عن القدرات السمعية للأطفال بالاعتماد علي الانعكاسات الأولية Primitive Reflexes (1) فالأطفال في هذه المرحلة العمرية يستجيبون للأصوات المفاجئة والعالية لا إرادياً؛ حيث يحدث لديهم انبساط في الظهر وفي الأطراف يتبعه انثناء في الذراعين . وتسمى هذه الاستجابة بانعكاس الإجفال Startling Reflex أو انعكاس مورو Moro Reflex.
**) انعكاسات أولية: Primitive Reflexes هو أي عدد من الاستجابات التلقائية غير المتعلمة الثابتة نسبياً للمثيرات التي لا تتطلب جهداً شعورياً لإتمامها. وأفعال الانعكاس غالباً ما تتضمن استجابة أسرع للمثير.
الفحص السمعي لطفل الشهرين الثالث والرابع:
بالنسبة للأطفال الذين تعدوا الشهرين الأولين من عمرهم وبدءوا في الشهر الثالث، إلا أنهم لا يستطيعون الجلوس بمفردهم، فإنه يمكن إجراء فحص بسيط لسمعهم.
في هذا الفحص تحمل الأم طفلها الرضيع ويجلس الفاحص أمامها وذراعاه ممدودتان للأمام. ويحمل الفاحص في كل يد لعبة، أو أداة تصدر صوتاً، ويمدهما خلف أذني الطفل. ويتوقع من الطفل في هذه الحالة أن يتتبع ذراعي الفاحص، والاستجابة للصوت الذي يصدر عن اللعبة التي يحركها. وعند إجراء هذا النوع من الفحص السمعي يجب التأكد من أن الطفل لا يرى حركة اليد عند إصدار الصوت.
وعلى أية حال، فإن هذا الاختبار لا يتصف بالدقة، ولذلك يفضل إعادة فحص سمع الأطفال دورياً باستخدام أدوات قياس أكثر دقة .
الفحص السمعي للطفل في الشهرين الخامس والسادس :
عندما يتجاوز الطفل الشهر الرابع من عمره فإنه يتقدم خطوة كبيرة في اتجاه النضج السمعي فالرضيع يبدأ في تحريك الرأس والعينين في اتجاه مصدر الصوت وهي استجابة تحدث في هذه السن في مستوى أقل من الصوت الذي كان يلزم لحدوثها في الشهور الأربعة الأولى. فمن متوسط أقل شدة من مستوى أو استجابة حوالي (45) ديسيبل، فإن الطفل في هذه السن بدأ يعي الكلام في مستوى (20) ديسيبل.
خلال هذه الفترة من النمو تقوى العضلات ويتطور التآزر البصري. وعندما يصبح عمر الطفل ستة أشهر فإنه يضحك بصوت عال، ويمسك اللعبة بقوة ، ويصل إلي الأشياء ويمسك بها، ويستطيع أن يتقلب بمساعدة الآخرين ، ويجلس بأقل مساعدة (إبراهيم الزريقات، 2003).
الفحص السمعي للطفل في الشهرين السابع و الثامن:
عندما يتجاوز الطفل الشهر السادس من عمره، ويصبح عمره سبعة أشهر فإنه يستطيع نقل شيء من يد إلى أخرى وأن يجلس دون مساعدة لفترة قصيرة.
وينقل" جمال الخطيب" (2002) عن كل من " بيكرتون وبيجلي" (Bickerton& Beagley, 1981) اقتراحهما استخدام اختبارات التشتت Distraction tests لقياس سمع الأطفال في هذه السن. وتتضمن اختبارات التشتت استخدام صوت المحادثة الاعتيادية، والهمس، واختبار صوت سين ، ولعبة تصدر صوتاً عالياً نسبياً. وتطبق هذه الاختبارات علي الأطفال الذين يجلسون بمفردهم ليتسنى لهم إدارة رؤوسهم نحو مصادر الأصوات.