تؤدي الإعاقة البصرية إلى تأثيرات سلبية على مفهوم الفرد عن ذاته وعلى صحته النفسية وربما أدت به إلى سوء التوافق الشخصي والاجتماعي، والاضطراب النفسي نتيجة الشعور بالعجز والدونية والإحباط، وفقدان الشعور بالطمأنينة والأمن ونتيجة لآثار الاتجاهات الاجتماعية السالبة، كالإشفاق والحماية الزائدة والتجاهل والإهمال مما يسهم في تضخيم شعورهم بالعجز والقصور والاختلاف عن الآخرين.
إن ذا الإعاقة البصرية يحيا حياة يفرض عجزه فيها عالماً ضيقاً محدوداً، يود لو استطاع الإفلات منه والخروج إلى عالم المبصرين وهو أمام حاجات نفسية لا يستطيع إشباعها، وأمام اتجاهات اجتماعية تحاول عزله عن مجتمع المبصرين وتقف حائلاً دون تحقيق رغبته في الاندماج في عالم المبصرين فهو أمام مواقف يواجه فيها أنواعاً من الصراع والقلق، حيث يواجه العديد من المواقف التي يشعر فيها بالقلق فهو يخشى أن يُرفض ممن حوله بسبب عجزه ويخشى أن تستهجن تصرفاته وهو في خشية دائمة من أن يفقد حب الآخرين الذين يعتمد أمنه على وجودهم واستمرار حبهم له، ويخشى كذلك أن تقع له حوادث لا يمكنه أن يتعداها لأنه معلق بصرياً .
إن الكفيف يحيا حياة يفرض عليه عجزه فيها عالما ضيقا محدودا يود لو استطاع الإفلات منه والخروج إلى عالم المبصرين، وكذلك أمام حاجات نفسية لا يستطيع إشباعها وأمام اتجاهات اجتماعية تحاول عزله عن مجتمع المبصرين وتقف دون تحقيق رغبته في الاندماج في عالم المبصرين، وهو أيضا أمام مواقف يواجه فيها أنواعا من الصراع والقلق حيث ينتاب الكفيف العديد من المواقف التي يشعر فيها بالقلق فهو يخشى أن يرفض ممن حوله بسبب عجزه ويخشى أن تستهجن تصرفاته.
إن أحد مصادر سوء التكيف والاضطراب الانفعالي التي يعاني منها الأطفال المكفوفون أنهم كثيرا ما يواجهون مواقف سيكولوجية جديدة تفرض عليهم مطالب أكثر حدة من غيرهم ففي كل مرة يخرج فيها الطفل الكفيف من منزله إلى مكان مألوف لديه يواجه موقفا سيكولوجيا جديدا، وذلك نتيجة خشية أن تكون هناك بعض العوائق في أماكن غير متوقعة، وفي هذه الحالة يواجه الطفل مواقف الإحباط والفشل نتيجة المواقف السيكولوجية الجديدة ولذلك فهو في حاجة إلى طلب المساعدة من الآخرين. فيعتاد الكفيف قبول المساعدة من الآخرين حتى ولو كان قادرا عن الاستغناء عنها ويصبح بذلك أميل إلى الاعتماد على الآخرين في قضاء حاجاته . ومثل هذا الموقف يؤثر تأثيرا كبيرا على علاقاته الاجتماعية مع الأفراد المحيطين به وهناك العديد من الاقتراحات التي أوضحها عبد الرحمن سليمان وشيخة الدربستي (1996) يمكن أن يستعين بها الإخصائيون النفسيون الذين يعملون مع طلاب معوقين بصريا، وهذه الاقتراحات تتضمن ما يلي:
(1) ربما يضطر الطلاب المعاقون بصريا إلى الاعتماد على الآخرين لكي يصلوا إلى مكتب الإخصائي النفسي. وعلى هذا يحب أن يكون الإخصائي النفسي محددا وواضحا في إعطاء مواعيده، ومستعدا لاستقبال الطالب في الوقت الذي حدده.
(2) لو أن الطالب كان كفيفا كليا، فيتعين على الإخصائي النفسي أن يعاونه بتوجيهه، أثناء وجوده في مكتب الإرشاد، وأن يعطيه بعض المعلومات عن تخطيط وتنظيم المكتب فيشير مثلا إلى حجمه، وموضع وجود الأثاث وغيرها.
(3) يتعين على الإخصائي النفسي أن يتجنب القيام بسلوكيات مشتتة مثل تنظيم الأوراق، أو الطرق بالقلم الرصاص على المكتب، فهذه الضوضاء قد تفهم على أنها تعبير عن اللاانتباه أو نفاذ الصبر من جانب الإخصائي النفسي.
(4) يتعين على الإخصائي النفسي أن يستخدم الصوت عوضا عن تعبيرات الوجه كي يوضح للطالب مهارات الانتباه المناسبة، كما أن الملاحظات المختصرة والأصوات العالية مفيدة للغاية وبدائل نافعة تحل محل الاتصال البصري أو الابتسامات في نقل الانتباه والاهتمام.
(5) إن المكفوفين لا يستخدمون تعبيرات الوجه العادية لتوصيل انفعالاتهم إلى الآخرين، ومن هنا يتعين على الإخصائي النفسي أن يكون حريصا ألا يفسر (الوجوه الصامتة) للمكفوفين على أنها تعبير عن السأم أو التبرم أو تعبير عن نقص الانفعال ولكن يتعين عليه بدلا من ذلك أن يلاحظ الإشارات والعلامات الأخرى مثل الحركة الصادرة عن الأصابع، وموضع الأصابع والأيدي كوسائل لتقدير الحالة المزاجية .
(6) عندما تكون عملية الإرشاد النفسي للطلاب والطلاب المعوقين بصريا في شكل مجموعات إرشادية، يجب على الإخصائي النفسي أن يبني الموقف الإرشادي بحيث يتجنب فترات الصمت الطويلة، أو يسمح بحديث يدور بين شخصين في نفس الوقت.