التأديب والتهذيب
يتعلم الطفل الطبيعي التأديب والتهذيب من خلال التواصل غير اللفظي في
البداية ومن ثم التواصل اللغوي ، فالطفل في سنته الثانية من العمر قادر
على معرفة معنى رفع الصوت والنهي وتعبيرات الوجه كما تأشيرة الأصبع
للنهي أو الوعيد ، يتعلم هذه الإشارات ومغزاها ، وأسلوب التعامل معها.
الطفل التوحدي لديه ضعف في التواصل اللفظي وغير اللفظي ، كما قد لا
يعرف معنى الإشارة لعدم وجود القدرة التخيلية ، لذلك فمن الصعوبة عليه
معرفة الأوامر والنواهي ، وهنا تكمن أهمية التدريب على الإشارة ومعناها
، وإذا كان الطفل قادراً على الكلام فيمكن دمج الإشارة مع الكلام
لتوضيحه وترسيخه ، ويعتقد بعض الأهل أن العقاب هو الطريق إلى التأديب
والتهذيب وأنه سيجعله قادراً على فهم الإشارة أو الكلمة ولكن ذلك غير
صحيح ، فالطفل لديه قدرات محددة تحتاج إلى التدريب ، وقد يستمر في
سلوكيات معيبة ، وبالتدريب يمكن تغييرها ، ومن المهم إيجاد أسلوب لكي
يقوم الطفل بالتعبير عن نفسه من خلاله.
النقطة الأولى : البدء في حل المشكلة خطوة خطوة
Small steps
تحتاج إلى أن تضع تخطيطاً لكيفية التعامل مع طفلك معتمداً على معرفة
قدراته وما يقوم به من سلوكيات معيبة ، وأن تجعل التدريب من خلال خطوات
صغيرة ، فمثلاً :
- إذا كان الطفل يقوم بعضّ الآخرين فيمكن استخدام قطعة من اللدائن (
المطاط ) لعضها
- إذا كان الطفل في عمر متقدم فيمكن استخدام اللبان لشغل أسنانه
- حتى وقت اللعب لا تسمح له بالعض ( عضّ اللعبة )
- ليس كل العض ناتج عن الغضب فالبعض يستمتع بالإحساس عن طريق الفم
- يمكن عمل بعض التدريبات لزيادة قوة العضلات والأحاسيس مثل تفريش
الأسنان.
قد لا يعرف طفلك طريق غرفته بعد اللعب فيمكنك مساعدته ، وبالتدريج
يمكنك القول للعبة " مع السلامة " ثم تسأله أن يأخذها إلى غرفته وإذا
رفض تنظيف الغرفة مثلاً فيمكن وضع جدول أسبوعي لتنظيفها بمساعدته ، ثم
يمكن زيادته إلى مرتين أسبوعياً.
النقطة الثانية : وقت التدريب Training Time
كلما زاد عمر طفلك كلما زادت الحدود الموضوعة له ، فيزداد قلقه وغضبه ،
لذلك يحتاج المزيد من الوقت للتدريب ، ولإعطائه المزيد من الوقت لإظهار
أحاسيسه وانفعالاته ، وإذا لم يكن الطفل مخرباً فأعطه الفرصة للتعبير
من خلال اللعب .
النقطة الثالثة : استخدام الرمزية واللعب
الدمى ممكن أن تكون في موضع التأديب والتهذيب كما الحالات الأخرى التي
تواجه طفلك:
- ماذا يحدث عندما تقول دمية الأم لدمية الطفل بعم العض ؟
- ما هو شعور الدمية ؟
- ماذا تستطيع الدمية فعله غير العض ؟
- ماذا يحدث عندما تقوم الدمية بالعض ؟
- ماذا تستطيع دمية الأم عمله ؟
- ماذا تستطيع دمية الأم عمله لكي لا يكون لدي دمية الطفل رغبة في العض
؟ .
يمكن عمل تمثيلية أبطالها الدمى للوصول إلى حل لمشكلة ما ، وإذا لم يكن
الطفل قادراً على الكلام فيجب الاعتماد على الإشارة في اللعب ،
مستخدماً نبرات الصوت وتعبيرات الوجه لمشاركته الشعور والإنفعال ، ومع
التدريب يمكن تعليم طفلك الكثير من السلوكيات الجديدة.
النقطة الرابعة : التفاهم العاطفي Empathizing
أجعل طفلك يعرف أنك تعرف كم هو صعباً التحكم في بعض السلوكيات ، وأنك
تعرف كم هو غاضب وما هو شعوره الداخلي ، وإنك معه وتسانده على كل حال.
النقطة الخامسة : بناء التوقعات والحدود
Creating expectati-n & limits
يجب أن تجعل هدفك واسعاً ليضم الكثير من السلوكيات ، فإذا كان هدفك عدم
الضرب فقد يتحول طفلك إلى الرفس مثلاً ، لذلك يجب أن يكون هدفك عدم
إيذاء الآخرين ، ويضم عدم الضرب أو الرفس أو أخذ حاجياتهم وغيرها ،
وإذا بدأ طفلك في احترام الآخرين فستقل صور الإيذاء، كن واضحاً مع طفلك
عن توقعاتك لما سيقوم به من خلال الكلام والإشارة ، فلنفترض أن طفلك
رمى اللعبة على أخيه بعد فترة من نجاح التدريب ، فذلك هو الوقت لتثبيت
ما تعلمه.
- ضع الطفل في حضنك حتى يهدأ.
- كن ثابتاً صارماً ولكن بحنان
- لا تنفعل أو تثور ( فذلك سيخيف الطفل وستزيد من السلوك المسيء )
الهدف هي إيصال رسالة له أنه قادر على التحكم في نفسه والهدوء ، وإن
بإمكانك مساعدته على ذلك ، وبعد هدوءه يمكن مناقشته عن الموضوع لكي
يعرف خطأه ، كما يمكن استخدام الوازع بالثواب والعقاب معتمداً على
معرفة الطفل وقدراته الفكرية ، مثلاً منع رؤية التلفزيون ، ولكن العقاب
البدني والضرب ممنوع ، وإذا كان الطفل غير قادر على الكلام فيمكن
إستخدام الإشارة لتوضيح العقاب.
النقطة السادسة : القاعدة الذهبية G-lden r-les
مع التحديات في التدريب على التهذيب فإن الطفل يحتاج إلى الكثير من وقت
التدريب والعواطف ، فالطفل يقابل بازدياد تحديات وموانع جديدة، ... مما
يؤدي إلى زيادة الانفعالات والغضب ، فزيادة وقت التدريب تعطيه الفرصة
للسيطرة على هذه العواطف ويقلل من تأثيراتها عليه ، وزيادة وقت اللعب
ستكون مناسبة لإظهار مكنونات نفسه كما ستكون فرصة لزيادة الترابط معك
والثقة بك ، وهو ذي أهمية كبرى لزيادة محتسباته لإرضائك وإرضاء نفسه.
التدريب على قضاء الحاجة في الحمام :
الطفل الطبيعي يكون جاهزاً للتدريب على قضاء الحاجة في الحمام حوالي
السنة الثالثة من العمر ، والطفل التوحدي يمكن تدريبه كذلك في نفس
العمر أو بعد ذلك بسنة أو سنتين ، والبداية يجب أن تكون سهلة بسيطة
بدون أن تفقد الطفل الاهتمام ، فالاهتمام بالحمام ليس من الأولويات في
هذا العمر ، فالمشاكل السلوكية الأخرى أهم ، وعند نجاحها فإن نجاح
البرنامج التدريبي على الحمام يكون أسهل ، ومع ذلك فإن التدريب على
الحمام ضروري نفسياً واجتماعيا وخصوصاً عند ذهاب الطفل للمدرسة.
- إذا كان لدى طفلك مشاكل حركية فقد تكون لديه صعوبة في الجلوس على
المرحاض والتحكم في البول والغائط.
- إذا كان لدية نقص في الأحاسيس Under reactive فقد لا يحس بأنه يتبول
- إذا كان لدية زيادة في الأحاسيس -ver reactive فقد يؤدي خروج البول
والبراز إلى تهيج الطفل واضطرابه ، وتخيله أن جزءاً من جسمه قد خرج
منه.
- بعض الأطفال لا يحس بالارتياح للحمام بعد أن تعود على ملمس ورطوبة
ودفء الحفّاض
- بعض الأطفال يخاف دخول الحمام أو استخدام الماء ، أو الخوف من السقوط
في المرحاض.
التدريب على دخول الحمام هي الخطوة الأولى قبل التدريب على التبول ،
وذلك تحدي يحتاج إلى الصبر والوقت ، وإذا لوحظ أن الطفل مهتم بالحمام
وملاحظته لأخواته وأقرانه فإنها الفرصة المناسبة للبداية ، أمّا إذا
كان الطفل خائفاً أو لديه ضعف الأحاسيس أو صعوبة التحكم فذلك يحتاج إلى
الصبر ، وإذا كان الطفل لا يمكن ملاحظته أنه رطب مبتل فإنه غير جاهز
للتدريب.
ا
ما هي العلامات والظواهر التي تدل الوالدين أن
طفلهم متوحد ؟
هناك علامات كثيرة للتوحد ولكن بعضها قد تكون أعراض لأمراض أخرى ،
والوالدين هم الأكثر قدرة لاكتشاف حالة طفلهم ، ومن هنا حاولنا إيجاز
بعض العلامات التي تساعد الوالدين على الكشف المبكر عن التوحد ، أما
التشخيص فهو ما يقرره الطبيب المعالج ، الطبيب النفسي ، والمتخصصين في
هذا المجال ، ومن أهم العلامات :
- صعوبة الاختلاط مع الأطفال الآخرين
- تجاهل الآخرين كأنه أصم
- رفض ومقاومة التعليم والتدريب
- عدم طلب المساعدة من الآخرين عند احتياجها
- غير ودود متحفظ وفاتر
- يطيل النظر إلى لعبته ، وعلاقة غير طبيعية مع لعبته
- عدم الخوف من الأشياء الخطرة كالنار والسيارات
- الرتابة ورفض التغيير
- الضحك من غير سبب
- الصراخ الدائم من غير سبب
- الحركة المستمرة من غير هدف
- عدم التركيز بالنظر
هل تعلم.؟
أن التوحد
لا يعني.. أن الشخص
التوحدي لا يرغب في الاستمتاع . إن تعليم الطفل التوحدي والعمل معه يجب
أن يتم من خلال نشاطات ممتعة , ومن خلال اهتماماته وغن بدت هذه
الاهتمامات دون معنى لنا . فإذا كان الطفل يستمتع ويهتم كثيرا
بالحيوانات مثلا فيمكن في مثل هذه الحالة تعليمه المهارات اللغوية
والإدراكية والاجتماعية والتعليمية من خلال صور الحيوانات أو كتابة
كلمات عن الحيوانات .