استراتيجيات ونصائح للمربين والمعلمين
كان المربون قديما يرون ان صعوبات التعلم والموهبة هما أمران متعارضان , على الرغم انه في العصر الحالي يبدو شيئا مقبولا ان الشخص قد يظهر سماتا من كلتاهما. بينما لا يزالون الموهوبون ذوي صعوبات التعلم غير متعرف عليهم وغالبا ما يكونون تحت خدمة الأنظمة المدرسية. لذلك يعتبرون هؤلاء الطلاب مخبوؤن في العديد من المدارس. انه من الصعب على المربين التعرف على هؤلاء الطلاب لأن صعوبات التعلم غالبا ما تحجب الموهبة لديهم. وبالمقابل , قد تحجب الموهبة ايضا صعوبات التعلم للعديد من هؤلاء الطلاب لأنهم موهوبون, وغالبا ما يستطيعون التعويض في نقائص التعلم المفروضة عليهم بالعجز. علاوة على ذلك فإن التعرف على الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وإلحاقهم ببرامج تعليمية مناسبة قد يسبب المشاكل بسبب الغموض الذي يعتري الموهوبين ذوي صعوبات التعلم. ومحاولة المربون مؤخرا التمييز بين هؤلاء الطلاب كان يجب ان تعتمد في الغالب على تعريفات منفصلة للموهبة وصعوبات التعلم. لكن في معظم الاوقات تكون هذه التعريفات ناقصة لتكيف الطلاب الذين يظهرون تزامنا سماتا لكلا المجموعتين. وجود تعريف واحد يتضمن سمات من الاستثناءات , قد يكون حساسا ويحتاج لتشخيص و تنسيب مناسبان.
غالبا ما تستخدم اختبارات الذكاء مثل :ستانفورد بينيه ومقياس وكسلر لذكاء الأطفال للتعرف على الاشخاص الموهوبين. اقترح تيرمان عام 1925 بداية معدل 140 وما فوق كمقياس للذكاء , وكان تعريف مستخدما للتعرف على الموهبة لعدة سنوات. بينما تضمن تعريف ماريلاند للموهبة عام 1972 والذي تبناه مكتب التربية الأمريكي ومعظم مناطق التعليم والعديد من المدارس وحتى عام 1997 , مفهوم اوسع لقدرات أخرى للموهبة, والذي تنادي بأن الموهوب او المتفوق هو الذي يظهر تحصيل عالي او قوى كامنة في القدرات العقلية العامة استعداد اكاديمي معين, تفكير انتاجي او ابداعي ,قدرة على القيادة , اداء فني وبصيرة , مقارنة بأقرانه ممن في مثل عمره, او في التجربة او البيئة. واعترف مؤخرا مكتب التربية الامريكي ان هذه المواهب قد تكون موجودة لدي الأفراد الذين ياتون من كل المجموعات الثقافية وفي جميع الاحوال الاقتصادية.
قد يواجه الطالب ذوي صعوبة التعلم العديد من المشاكل في العملية التعليمية, وبشكل خاص في ناحية استيعاب اللغة واستخدامها , ويميل الطلاب الذين يعانون من مشاكل في عملية الإدراك الى تحصيل اقل من قدرتهم العقلية. وتعرف صعوبة التعلم بالتناقض بين الانجاز التحصيلي للطفل و مقدرته على التعلم. أي تناقض اعلى من انحراف معياري واحد تحت المتوسط في الاختبار التحصيلي , هو ذو دلالة على صعوبات التعلم. وهذا التناقض بين التحصيل والذكاء هو دقيق لغرض التشخيص. وعلى أي حال , يجب ان تفحص الأسباب البديلة لتدني التحصيل و تستثنى قبل عملية التشخيص.
أكد الباحثون لغرض الاستشارة, أن الطلاب الذين لديهم هذه الاستثناءات قد ينظر اليهم على انهم موهوبن مقصرون في الاداء. يظهر لدى هؤلاء الطلاب امكانية تعليمية هامة , ولكن لايزالون اكاديميا يؤدون في المستوى المتوسط او تحت المتوسط.وبإمكان المربون في المدارس افتراض ادوار مهم لمساعدة هؤلاء الطالبة على النجاح ي المدارس. هذه المراجعة تدعم مناقشات في النقاط التالية:
1- قضايا مرتبطة بالتعريفات الملائمة والتنسيبات التعليمي للموهوبين ذوي صعوبات التعلم.
2- سمات هؤلاء الطلاب و خصائصهم.
3- استراتيجيات أكاديمية وتدخلات استشارية للعمل مع هذه المجموعة الخاصة في المدارس.
التعريف و التنسيب التربوي
يعتبر التعرف على الموهوبين ذوي صعوبات التعلم ذو أهمية للتربويين للعديد من الأسباب:
أولا: لأن هؤلاء الأطفال هم بحاجة إلى الكشف عنهم لذلك لابد من الرجوع إلى التشخيصات والاختبارات النفسية.
ما يقارب 80 – 85 من المحالين يكون بواسطة معلمي الفصول العادية ,حيث يكون العديد منهم غير مدرب او غير مؤهل للإحالة أو ليس لديه الوقت الكافي للتمييز بين هؤلاء الطلاب و غيرهم في فصولهم العادية. كما أن المعلمين قد يكونون غير ميالين لإخضاع الطلاب ذوي صعوبات التعلم لاختبارات الموهبة , حيث يعتبرهم معظم المعلمين غير جديرين بهذه الاختبارات.
باستطاعة الخبراء الاستشاريون, الذين لديهم اطلاع على هذه السمات الاستثنائية , أن يقيموا المعلمين في الكشف الدقيق لهؤلاء الطلاب وتطوير استراتيجيات التعليم الفعالة لهم.
ثانيا: يستطيع الاستشاريون التربيون أن يقدموا المساعدة للموهوبين ذوي صعوبات التعلم عن طريق مكافحة المشاكل التي يواجهونها في العلاقات الشخصية والسلوك العاطفي و القضايا الأكاديمية التي تواجههم.
ثالثا: يواجه الآباء مشاكل في فهم تشخيص الأطفال الإزدواجي وباستطاعتهم الاستفادة من استشارة المستشارين التربويين في المدارس في الصفات الاستثنائية والحاجات التربوية لأطفالهم .
أخيراً: مستشاري المدارس المشاركين في اجتماعات وفرق دراسة الطفولة سيكونون مؤهلين بصورة أفضل لفهم حاجات هؤلاء الطلبة وتوجيه التوصيات والتدخلات الأساسية اللازمة.
نستطيع تصنيف الموهوبين ذوي صعوبات التعلم الى ثلاث تصنيفات:
1- موهوبين متعرف عليهم ذوي صعوبات تعلم دقيقة.
2- طلاب غير متعرف عليهم يكافحون للحصول على مستوى متوسط من الإنجاز.
3- ذوو صعوبات تعلم متعرف عليهم و اكتشف لاحقا أنهم موهوبون.
تشير التقديرات الإحصائية إلى انه مابين 2 - 10 % من الأطفال المدرجين تحت برامج الموهوبين لديهم صعوبات تعلم.
يبقى الطلاب الذين يحصلون على المستوى المتوسط في التحصيل و الغير متعرف عليهم و يتم الكشف عنهم لاحقا , عادة في المرحلة الجامعية, حيث يكتشفون بأنهم ذوو صعوبات تعلم.
41 % من الموهوبين ذو صعوبات التعلم تقريبا , لا يتم تشخيصهم حتى المرحلة الجامعية. بالإضافة الى صعوبة إحصاء الموهوبين ذوي صعوبات التعلم في المراحل الابتداية بسبب ان هؤلاء الأطفال غالبا ما يكونون قادرون على التعويض عن عجزهم. كما أن طلاب المراحل الابتدائية قد يظهرون مهارات تفكير عالية ويشاركون في المناقشات الصفية ولكن قد يخفقون في تسليم الواجبات الكتابية.وقد يؤدون مبدئيا مستوى مقبولا بينما قد يبدؤون بالتراجع في المراحل المتقدمة حيث تزيد عليهم متطلبات المهام ولا يستطعون بعد ذلك الموازنة بين الموهبة وصعوبة التعلم لديهم.
ان الخطأ في تشخيص مثل هؤلاء الطلاب قد يكون شديد الخطورة . حيث أن الطفل المشخص بطريقة خاطئة او الغير متعرف عليه قد لا يكون في استطاعته الاستفادة من التعليمات الخاصة التي يحتاج إليها.
علاوة على ذلك, فإن الطلاب الذين يتأهلون لبرنامج معين فليس من الضرورة ان يستثنون من برنامج آخر. على سبيل المثال, قد يحرز الطالب معدل 130 او أعلى في معامل الذكاء في اختبار وكسلر الثالث بينما قد يختلف معدله بأكثر من 1.5 انحرافات في الاختبار التحصيلي. قد يؤهل هذا الطالب لبرامج الموهوبين بينما قد يحتاج ايضا الى برنامج تعليمي خاص لصعوبات التعلم.حيث يجب ان يزود بتعليمات خاصة في كلا المنطقتين ( الموهبة وصعوبات التعلم).
وبدون تشخيص او تنسيب مناسب قد لا يكون هناك انخفاض في التناقض بين التحصيل و الذكاء وقد ينتج عنه انخفاض في تقدير الذات و ضجر و قلق و سلوك ممزق و تقبل اجتماعي سيء لهؤلاء الطلاب.
و حتى عندما يكون هناك تشخيص وتعرف كامل لهؤلاء الطلبة , الا أن سياسة المنطقة قد لا تسمح للمدارس بالتعويض مرتين لطالب واحد .
و يخفق العديد من هؤلاء الاطفال في التأهيل للخدمات المتعددة. علاوة على ذلك, فإن بعض المدارس قد خصصت برامج للسكان الذين يكونون تحت الخدمة الغير الكافية. أما وهؤلاء الناجحون فيدعمون بالمزيد من التدخلات المترابطة خلال فصول اضافية على فترات ممتدة.
ومن احدى هذه البرامج الإضافية الفعالة , هو برنامج متخصص مقتبس من النموذج الإغنائي الثلاثي لرينزولي. حيث وفر هذا البرنامج الفرص للطلاب لكي يتعلمون معلومات جديدة و يطورون مهارات أكاديمية بالمشاركة في مجموعات التعليم التعاوني , وأنشطة التعليم عن طريق المجموعات الصغيرة والمبنية على أساس اهتماماتهم ومقدراتهم الأكاديمية.
ويتطلب ذلك البرنامج استخدام غرف مصادر التعلم ومعلم , طبيب مقيم ,استاذ جامعي , مرشد متاحف والعديد من الاستشاريين و معلمي الكمبيوتر .
بعد دراسة سبعة من الطلاب المتعرف عليهم كموهوبين ذوي صعوبات تعلم والذين شاركوا ف يهذا البرنامج, استنتج باوم ان هذا البرنامج كان ناجحا مع اخفاق طالب واحد فقط في ان يكمل البرنامج. وقد نتج عن ذلك تقارير معدة من قبل المعلمين وأولياء الأمور والطلاب حيث تمت الاستفادة والتقدم الأكاديمي في مناطق أخرى. في حين انه من الواضح الاحتياج لبرنامج متكامل ومتحدٍ وشمولي كهذا , الا ان مدى الاستفادة منه قد يكون مقيدا بالأجر والثمن . حيث يكون محظورا في معظم المدارس تقريبا
سمات الموهوبين ذوي صعوبات التعلم
قد يكون لدى الموهوبين ذوي صعوبات التعلم مفردات متعددة وشاملة أكثر تقدما من أقرانهم,يظهرون استيعاب سمعي جيد وقادرون على التعبير عن أنفسهم جيدا. يستطيعون حل المشكلات و وفهم الأسباب المجردة, وقد يكون لديهم روح دعابة متطور.وغالبا ما يفضلون الأنشطة الإبداعية, وعادة ما يكونون متحمسين لاهتماماتهم و هواياتهم خارج نطاق المدرسة.
يظهر لديهم التفكير التشعبي والفهم الابداعي في حل المشكلات. وقد يصيب هؤلاء الطلاب الملل والاحباط عندما يحصلون على مستوى منخفض في القراءة او تكرار الذاكر ة البسيطة في الرياضيات.
قد يظهرون اندفاعية ونشاط زائد وعدم انتباه, وغالبا ما يكون خطهم رديئا و مهاراتهم الإملائية ضعيفة. عادة ما يحرزون درجات عالية في اختبار وكسلر الثالث وخصوصا في اختبارات قوالب التصميم وتركيب المجسمات , ترتيب الصور , المتاهات , المتشابهات , والاختبارات الثانوية الاستيعابية, في حين انهم يحرزون درجات منخفضة في الاختبارات الثانوية الخاصة بالمفردات و المعلومات و علوم الحساب , اكمال الصور , الترميز , و الأرقام الكبيرة .
اجمالا, يكون هناك العديد من التناقضات والاختلافات في اختبارات وكسلر الثانوية اكثر من الاختلافات التي يظهرها الموهوبين فقط او ذوي صعوبات التعلم فقط.
وجد ان الموهوبين ذوي صعوبات التعلم يكون لديهم تصورات شخصية صعيفة عن انفسهم اكثر من الموهوبين. كما وجد ان لديهم تصورات ضعيفة عن تعليمهم المتقدم و بعض من انجازاتهم خارج الفصل الدراسي ( مثل القيادة والرياضة والفنون).اقل من انجازات اقرانهم العالية. علاوة على ذلك, اكتشف المعلمون في احدى الدراسات انهم يكونون اقل اجتماعيا وغير معروفين , اهدأ من غيرهم واقل قبولا من قبل الآخرين بنسبة اكبر من الموهوبين فقط. وهذه الدراسة نفسها اكدت ادعاء وايتمور ف يأن هؤلاء الطلاب قد يكونون في خطر انخفاض مستوى تصورهم الشخصي ومواجهة الرفض من الأقران اكثر من الموهوبين فقط.
الغموض واللبس الذي يعتري هؤلاء الموهوبين ذوي صعوبات التعلم في الخلط بين قدراتهم الخاصة و العجز الحاد قد يؤدي الى الشعور بالاحباط وعدم الراحة و العزلة الاجتماعية. و تتسبب هذه المشاعر المتناقضة في الاستياء والغضب تجاه الآخرين والذي قد يؤثر على العلاقات مع الأقران و افراد الأسر. السلوك الغريب الأطوار و المتمثل في العدوانية والانسحابية وقلة التحكم في الاندفاعية , قد يظهر في المدرسة والبيت