ايهاب الببلاوي
هناك عاملين رئيسيين يلعبان دوراً مهماًً في الإصابة باضطرابات الصوت ، هما :
أولاً : المشكلات المرتبطة بالعوامل العضوية :
إن العديد من اضطرابات الصوت تحدث نتيجة مشكلات عضوية ، وعلاج هذه المشكلات عادة يكون مسئولية الأطباء المتخصصين ، ولذلك عندما يأتي شخص مصاب بأحد اضطرابات الصوت للأخصائي لطلب العلاج ، يجب عليه أن يعرف أسباب ذلك الاضطراب ، وهل يحوّل المريض إلي أحد الأطباء المتخصصين أم لا ؟ أم وذلك قبل أن يقدم له أي علاج .
ومن بين الأمراض التي تسبب اضطرابات الصوت
الشبكة الحنجرية : تشير تلك الحالة إلى وجود غشاء يمتد بين الأوتار الصوتية ، وقد يكون هذ1 الغشاء ولادياً أو ناتجاً عن بعض أنواع الحقن أو العمليات الجراحية . ومن الممكن أن يختلف هذا الغشاء في الحجم من نسيج صغير إلي غشاء يغلق لسان المزمار تماماً ، وعندما يكون هذ1 الغشاء سميكاً فإنه يعوق عملية التنفس ويتطلب التدخل الجراحي السريع ، إذ قد يؤدي إلى اختناق الوليد ووفاته إذا كان الغشاء ولادياً ، أما عندما يكون الغشاء أقل سمكاً فإنه قد يؤدي إلي احتباس الصوت ، فنجد الطفل عندما يحاول الكلام فإن صوته قد يكون أجش أو يكون أعلي من الطبيعي ، ويتطلب علاج هذه الحالة اشتراك كل من طبيب الحنجرة وأخصائي التخاطب في وضع خطة العلاج .
(2) شلل الأوتار الصوتية: في هذه الحالة تتعرض الأعصاب المحركة للأوتار الصوتية للشلل ، وعدم القدرة على ممارسة وظيفتها. ونادراً ما يكون سبب شلل الأوتار الصوتية إصابة مركز الصوت الدماغي، وأحيانا يكون السبب نتيجة إصابة الأوتار الصوتية بالتهابات الفيروسية، وفي هذه الحالة يمكن الشفاء التام خلال ستة أشهر. ولكن في معظم الأحيان يكون سبب الشلل هو إصابة العصب المحيط بالحنجرة، وقد يكون هذا بسبب تضخم في الأذين الأيسر نتيجة ضيق في الصمام الإكليلي، أو نتيجة سرطان في القصبة الهوائية، وقد يكون أحياناً بسبب ندبة في قمة الرئة ناتجة عن تدرن رئوي، أو يمكن أن يكون أيضاً نتيجة تضخم في الغدة الدرقية نتيجة الإصابة بسرطان الغدة.
(3) الإصابات والحوادث
قد تتمزق غضاريف الحنجرة أو تصاب الأوتار الصوتية أثناء إجراء العمليات الجراحية بالحنجرة، أو أثناء استخدام المنظار لفحص الجهاز التنفسي، أو الأوتار الصوتية، أو أثناء استئصال لحمية من الأوتار الصوتية. وقد تحدث إصابة الحنجرة من الخارج نتيجة الحوادث أو الضرب أثناء العراك أو في مباريات الملاكمة.. الخ . وكذلك دخول جسم غريب إلى الحنجرة؛ مثل الطعام أو الألعاب الصغيرة التي قد يبتلعها الطفل، أو انزلاق الأسنان الصناعية إلى الحنجرة. إن آلية سقوط الجسم الغريب مرتبطة بالشهيق المفاجئ الذي يصادف أحياناً في حالة الرعب أو الضحك أو البكاء و ينجرف الجسم الغريب مع التيار الهوائي للحنجرة ؛ وإما أن يتوقف في الحنجرة ، أو يتابع طريقه الي الرغامى أو القصبات. ويعاني المريض بعدها من الشعور بالاختناق و السعال التشنجي الي أن يعتاد المريض عليه ، وتحدث نوبة السعال و التشنج عندما يحدث تغير في وضعية الجسم الغريب .
(4) أمراض وهن وضعف الحنجرة :
قد تؤدي إصابة الفرد بالأنيميا إلى ضعف انقباض العضلات مما يؤدي إلي غلق لسان المزمار بشكل غير كامل ، وينتج هذا الاضطراب عن ضعف تزويد العضلات وباقي أجزاء الجسم بالكمية الكافية من الدم . إن الأشخاص شديدي الوهن والضعف تنعكس حالتهم على أصواتهم فيبدو ضعيفاً ، الأمر الذي يحدث إما نتيجة عدم غلق لسان المزمار أو الاقتراب البسيط بين الأوتار الصوتية أثناء الاهتزاز .
(أ) الأورام : Tumors
إن أول ما يرد في الذهن عند التفكير في آفات الأوتار الصوتية هو إصابتها بالأورام . ولكن ما هو الورم ؟ إن كلمة ورم تحمل الكثير من المعاني فيتم تعريفها بأنها نسيج غريب ينمو بشكل أسرع من الطبيعي ويستمر في النمو بعد توقف المثير الذي يثيره .
أما درجة الورم فلها علاقة بالمكان التشريحي للإصابة ووجود العقد الانتقالية في العنق و الانتقالات البعيدة . ومن المعلوم أن هناك نوعين من الأورام ، هما : الأورام الحميدة ، والأورام خبيثة. فأما الورم الحميد هو الذي لا يعزو ولا يدمر النسيج الطبيعي المجاور له . بينما الورم الخبيث فهو القادر علي غزو الأنسجة المحيطة ويؤدي إلي انبثاقه وانتشاره ؛ مما قد يتسبب في وفاة الشخص المريض ما لم يتم علاجه بشكل مناسب وتنتشر الأورام الخبيثة في الحنجرة عند الرجال أكثر منها عند النساء .
(ب) التهابات الحنجرة:
قد يصاب الصغار أو الكبار بالتهابات تؤثر على الأوتار الصوتية فتغير شكلها، وتصبح محتقنة حمراء، ومستديرة و تتورم الأنسجة المحيطة بها، وكلها تؤثر على عملية إنتاج أصوات الكلام و نطقها. وقد تكون هذه الالتهابات حادة نتيجة إصابة الصغار بأمراض فيروسية أو ميكروبية مثل الدفتريا. بينما قد ترجع لسوء استخدام الصوت لدى الكبار ؛ التي قد تحول هذه الالتهابات من حادة إلى مزمنة . وقد تؤدى هذه الحالة إلى ارتخاء الأوتار الصوتية، وشعور المريض بحرقان واستثارة في الحنجرة، وقد يجد صعوبة في الكلام وربما يفضل الامتناع عنه .
ثانياً : المشكلات المرتبطة بالعوامل النفسية :
إن احتباس الصوت قد يحدث عندما لا يرغب الشخص في التحدث ، يرتبط احتباس الصوت وغلظته اللاعضوية بشدة وبشكل لاإرادي بالضغط والقلق اللذان يتعرض لهما الفرد.
إن المشكلات الانفعالية التي ترتبط بالمواقف المنزلية أو العملية أو المدرسية قد تؤثر على وظيفة الحنجرة ومن ثم إعاقة الصوت .
وهناك العديد من الأمثلة التى تسبب فيها أمراض الحنجرة احتباس في الصوت والتى تبدأ بعد إعاقة الوظيفة البيولوجية بشكل كامل ، ومن المحتمل أيضاً أن يلعب احتباس الصوت دور الحماية والوقاية في حياة بعض الأفراد ؛ وبالتالي تطول احتباس الصوت لديهم .
إن غلظة الصوت التى تعود إلى أسباب نفسية تشير إلي اهتزاز الأوتار الصوتية دون أن تغلق ، وقد يرتبط ذلك بالمحيط المنزلي أو محيط العمل الذي يتطلب أصوات كثيرة ، إن هذا النمط من التحدث من الممكن أن يصبح بسهولة عادة.
وهناك شكل أخر من غلظة الصوت النفسية يحدث عندما تتجمع الأوتار الصوتية بطريقة محكمة بدرجة لا تهتز معها بشكل طبيعي ، وعندما يحدث زيادة في الابتعاد فإن الصوت قد يصبح أجش ومنخفض الدرجة . إن الصوت الأجش هو الذي يعرف بالصوت الغليظ ، إن الأشكال المختلفة للصوت الأجش ترتبط بزيادة غلق لسان المزمار وتعرف بغلظة الصوت مفرطة التوظيف .
علاج اضطرابات الصوت :
إن علاج اضطرابات الصوت يشتمل علي ثلاث إجراءات مميزة ومتداخلة حيث تعتمد علي بعضها البعض ، وهي :
الأول : الإجراء الطبي ؛ الذي يشتمل علي العلاج الجراحي ، والعلاج الإشعاعي ، والعلاج الكيمائي ، والعلاج الطب نفسي .
الثاني : الإجراء البيئي ؛ الذي يشتمل علي تعديل بيئة المريض لمساعدته علي التوافق مع البيئة التي يعيش فيها .
الثالث : إعادة تأهيل الصوت بشكل مباشر ؛ ويشتمل علي أنشطة التدريب التي تتعلق بخفض الاضطراب وتحسين