مفهوم الدمج :
يعتبر مفهوم الدمج من المفاهيم التي تشكل اهتمام لدى جميع العاملين والمهتمين في حقل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن المجتمعات التي مازالت تجتهد في رعاية المعاقين وفي تأهيلهم وجدت في فكرة الدمج الحل الأمثل للعلاج وللوقاية من الأمراض الاجتماعية والنفسي، فالمعاق يحتاج إلي شتى أوجه الرعاية من خلال منظور الدمج حتى يتسنى له الحصول على الاحترام والتقدير المجتمعي، وحتى يتسنى له العيش في الحياة الكريمة التي تسعى الأنظمة المعنية به لتوفيرها له
أهداف الدمج :
من أهم أهداف الدمج ما يلي:-
1 / إتاحة الفرصة لجميع الأطفال المعوقين للتعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال.
2/ إتاحة الفرصة لتأهيل الأطفال المعوقين للانخراط في الحياة العادية .
3/ إتاحة الفرصة للأطفال غير المعوقين للتعرف على الأطفال المعوقين عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة
4/ خدمة الأطفال المعوقين في بيئتهم المحلية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى مؤسسات ومراكز بعيده عن أسرهم وأماكن سكناهم وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال من المناطق الريفية والبعيدة
عن مؤسسات ومراكز التربية الخاصة.
5/ استيعاب اكبر نسبه ممكنه من الأطفال المعوقين الذين لا تتوفر لديهم فرص للتعليم.
6/ تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس العامة من مدراء ومدرسين وأولياء أمور .
7 / التقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال أنفسهم وتخليص الطفل وأسرته من الوصمة التي يمكن أن يخلقها وجوده في المدارس الخاصة بالمعوقين.
8/ إعطائهم فرصة أفضل ومناخا مناسباً ، لينموا نموا أكاديمياً واجتماعيا ونفسيا سليماً إلى جانب تحقيق الذات عند الطفل ذي الاحتياجات الخاصة وزيادة دافعتيه نحو التعليم ونحو تكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الغير وتعديل اتجاهات الأسرة وأفراد المجتمع.
9 / وكذلك تعديل اتجاهات المعلمين وتوقعاتهم نحو الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من كونها اتجاهات تميل إلى السلبية إلى اتجاهات أكثر ايجابية.
10 / بيان حق المعاق في التعليم وخاصة حقه في تلقي التعليم في المدارس العادية كبقية الأطفال العاديين ، حيث يعتبر الدمج جزءا من التغيرات السياسية والاجتماعية التي حدثت عبر العالم ، وان التربية الخاصة في المدارس العادية تساعد علي تجنب عزل الطفل عن أسرته الذين قد يكونون مقيمين في مناطق نائية .
11 / التركيز بشكل أعمق علي المهارات اللغوية للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية حيث نجد إن تعلم اللغة لا يتم بالصدفة وإنما يعتمد بشكل كبير علي العوامل البيئية ويعتبر النمو اللغوي مهما جدا للأطفال المدمجين حيث يسهل نجاحهم من خلال التفاعلات اليومية مع الآخرين.. لذا فان عملية تكييف الجوانب المرتبطة باللغة كالقراءة والكتابة والتهجئة والكلام
والاستماع تعد مطالب ضرورية لنجاح دمجهم..
12 / أن دمج الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين يساعد هؤلاء في التعرف على هذه الفئة من الأطفال عن قرب وكذلك تقدير احتياجاتهم الخاصة وبالتالي تعديل اتجاهاتهم وتقليل آثار الوهم السلبية من قبل الأطفال الآخرين .
13/يعتبر الدمج متسقا ومتوافقا مع القيم الأخلاقية والثقافية.
14/ من أهداف الدمج بعيده المدى تأهيل وتخليص ذوى الاحتياجات الخاصة من جميع أنواع المعيقات سواء المادية أو المعنوية التي تحد من مشاركتهم في جميع مناحي الحياة
.
فوائد الدمج للأطفال المعاقين وللأطفال العاديين وللمجتمع
*أولاً : فوائد الدمج للأطفال المعاقين:
يمد الطفل بنموذج شخصي، اجتماعي، سلوكي للتفاهم والتواصل، وتقليل الاعتماد المتزايد على الام أو أحد أفراد الأسرة .
* ثانياً : فوائد الدمج للأطفال العاديين:
إن الدمج يؤدي إلى تغير اتجاهات الأطفال العاديين نحو الأطفال المعاقين بالإضافة لفوائد الدمج للآباء وفوائد الدمج الأكاديمية و الفوائد الاجتماعية المتعددة
.
ثالثاً : فوائد الدمج بالنسبة للمجتمع :
تغيير النظرة السلبية لدى أفراد المجتمع نحو المعاقين وتنبه أفراد المجتمع إلى حق المعاق في العيش كإنسان ، وعلى المجتمع أن ينظر له على أنه فرد من أفراده، وأن الإصابة أو الإعاقة ليست مبررا لعزل الطفل عن إقرانه العاديين وكأنه غريب غير مرغوب فيه
.
إن دمج الطلاب المعاقين مع أقرانهم العاديين له قيمة اقتصادية تعود على المجتمع إذ توظف ميزانية التعليم بشكل أكثر فاعلية بوضعها في مكانها الصحيح وبما يعود على الطلاب بفوائد كبيرة .. فتحول الانفاق من الاستخدامات التعليمية غير المناسبة (مثل: استخدام وسائل النقل لمسافات طويلة للوصول إلى المدارس الخاصة).
مما يعتبر توظيفا للأموال بشكل أكثر انتاجية ونفعا للمجتمع .
ملاحظة :
إن الدمج قد لا يكون الحل الأمثل لكل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، بل إن بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة قد لا يتمكنون من النجاح في أوضاع الدمج المختلفة لتباين حاجاتهم وعدم فعالية الخدمات التي قد تقدم لهم في تلك الأوضاع الدراسية.. ففي حين إن الدمج قد يكون حلماً وأملاً يتمناه الكثير من الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا انه قد يكون كارثة للبعض الآخر لما قد يطرأ من سلبيات في عملية التطبيق لا يتم احتواؤها مسبقاً أو الاستعداد لها.
لذلك فإن عملية الدمج يجب أن يتم الإعداد المسبق لها بواسطة خبراء تربويين ونفسيين وأخصائيين إجتماعيين أكفاء .